ذه القصة واقعيه على لسان راويتها وهى من المملكة السعودية وقد عجز العلم المادى والنفسى عن ايجاد تفسير

-” وكيف عرفت وهي في جدة ونحن في الخبر؟ ”
فقالت أمي بعد الغداء :
– ” لازم أتصل عليها واسألها لأن الموضوع فعلاً غريب كيف كل مرة تعرف حاجة ! ”
وصلنا إلى المنزل وذهبت لغرفة نومي وشغلني الفضول جل تفكيري لمعرفة سر هذه المرأة ، فهناك علامات استفهام كبيرة في رأسي. خرجت من غرفة نومي لأسأل أمي عن كيفية معرفة تلك المرأة بما حصل لي في المدرسة، ولكنني وجدتها هي وأبي وقد تغير شكلهما وكأن مصيبة وقعت لهما وإذ بي أرى عينيها اغرورقتا وكانت على وشك البكاء فاحتضنتني وقالت :
أمزح معك حبيبتي فقد كان قصدي أن المدرسة اتصلت ولكن التلفون كان مشغول لأني كنت أكلم صديقتي التي في جدة ” .
لم أقتنع بهذا الكلام ، خصوصاً عندما شاهدت التغير في وجه أبي وأمي بشكل يوحي وكأن مصيبة قد حصلت. بالإضافة إلى أني سمعت ما دار بينهما بوضوح في السيارة.
– في اليوم التالي جاء والدي إلى غرفتي وطلب مني أن أحكي له الأحلام التي أراها عن صديقة أمي بشكل مفصل ودقيق ، شعرت بالخوف لأنني أدركت أنني وقعت في المحذور الذي يمنعنا أبي في الحديث عنه وهو الأحلام ،صمت قليلاً إلى أن قال:
– ” قولي حبيبتي لا تخافي” .
فأخبرته بالأحلام كاملة كما رأيتها. فقال:
– ” خير إن شاء الله ” ، وانصرف عني.
بعد أشهر قامت تلك المرأة بزيارتنا في مدينة الخبر للمرة الأولى وأعطتني هدايا كثيرة، وطلبت مني أن أتصل بها كل يوم لأنها تحبني ولا تحتمل فراقي لمدة طويلة كما بادلتها نفس الشعور .
– مرت الأيام وأصبح عمري 15 سنة، قرر والدي أن نعود لمدينة جدة بعد أن حصل على إجازة لمدة 3 أشهر، وفي يوم من الأيام قررنا زيارة منزل تلك المرأة وبالنسبة لي كانت المرة الأولى التي أزور فيها منزلها، ولدى دخولي من باب منزلها شعرت وأنا بكامل وعيي وقواي العقلية بأن المكان مألوف عندي وترافق ذلك الشعور مع رنين ينبض في رأسي فأخذتني المرأة في حضنها وقبلتني قبل أن تسلم على والدتي وشعرت بعطف وحنان منها غريب جداً وراحة نفسية.
جلسنا في الصالة وكانت تحدق إلى وجهي بشكل حاد جداً ذكرني بتصرفها المعتاد أيام الطفولة، ولكنني هذه المرة أصبحت في سن متقدم توسعت خلاله مداركي وفهمي للكثير من الأمور. لقد رأيتها تنظر في وجهي وعيني بحدة وعيناها تبرقان على وشك أن تنهمر منها الدموع. في هذه الأثناء استعدت شريط الذكريات وتفاصيل الرؤى المتكررة في أحلامي عن هذه المرأة منذ طفولتي وحتى الآن فقررت في نفسي بأن الوقت قد حان لمعرفة الحقيقة.
– مع مرور بعض الوقت انشغلت المرأة في الحديث مع والدتي ، وبينما كنت أصغي لهما وإذ بي أعلم ما ستقوله تلك المرأة لأمي قبل أن تتحدث! ، أمي كانت تسألها بعض الأمور وكنت أعرف جواب المرأة قبل أن تجيب!، دخلت في جو غريب حاولت الخروج منه عن طريق الإلتفات إلى إحدى بنات تلك المرأة التي كانت جالسة بجانبي ، تعرفنا على بعضنا أكثر وطلبت مني أن أذهب معها لغرفة نومها ، تركنا أمهاتنا في الصالة وذهبت مع صديقتي الجديدة إلى غرفة نومها، ومن لحظة دخولي للغرفة شعرت بأنها مألوفة لدي بتصميمها وحجمها وموقع بابها ونافذتها وأن المكان ليس غريباً ابداً.
في تلك اللحظات شعرت بأن قلبي بدأ ينبض بقوة إلى درجة أن صديقتي لاحظت تغيراً في وجهي فسألتني إن كنت أعاني من مرض معين ، فأخبرتها بأني سليمة، ودخلت في تفكير وتفكر عميق في المكان، حتى وصلت لمرحلة كأنني أتذكر بعض أحداث حصلت في هذه الغرفة لكنني لا أتذكر جيداً حيث كنت أحصل على صور متقطعة وغير مترابطة مما أدى لدخولي في نوبة بكاء شديد لأول مرة في حياتي، تعرضت لأغماء لدقائق قليلة فوجدت نفسي في حضن أمي وهي تبكي! خرجنا من منزل هذه المرأة لنرجع إلى منزلنا ، وبينما كنا في طريق عودتنا ونحن في السيارة طلبت من أمي وأبي أن يخبروني بالحقيقة وقلت لهم :
” أنتم تعرفون حقيقة شيء وتخفونه عني ؟! ، يجب عليكم تفسير هذا الأمر الغريب المر.عب الذي سيد.مر حياتي .. وأمطرتهم بعشرات الأسئلة ونحن في السيارة إلى أن وصلنا للبيت ” .
فأدخلوني في غرفة نومهم بعد أن أغلقوا الباب طالبين مني التحدث بهدوء لئلا يسمع أخوتي. ونصحوني بأن أرتاح هذا اليوم على أن يتحدثوا معي غداً بشأن هذا الموضع. ولكنني رفضت وطلبت التحدث الآن وإلا سأصبح مجنونة. أذكر باختصار نتيجة إجتماعنا (أنا وأمي وأبي ) في غرفة نومهم :
1- اعترفا بأنهما يعرفان عن كل هذه الظواهر الغريبة التي تحصل بيني وبين المرأة منذ ولادتي وحتى اليوم. وأنهما لم يخبراني لأنني كنت صغيرة أولاً ولأنه لا طائل من الجري وراءها بحسب إعتقادهم.
2- اعترفا بأن تلك المرأة قد طلبت أكثر من مرة أن أعيش معها لبضعة أيام على الأقل لكن والداي كانا يرفضان طلبها.
أخبراني بأنهما حاولا منذ سنوات إيجاد تفسير لهذا الأمر، وقد راجعا بعض علماء الدين وبعض الشخصيات لتفسير الظاهرة.
4- قرر والدي البدأ لمعرفة الحقيقة عن هذه الظاهرة وبشكل جاد.
5- اتفقنا بالتكتم على هذا الأمر وعدم تسريبه لأي أحد بما فيهم أخوتي.
– في اليوم التالي أخبرني والدي بأنه ينوي عقد إجتماع بيني وبين أمي وتلك المرأة، وقد وجدنا صعوبة في إيجاد محرم لتلك المرأة يحضر معنا الإجتماع لأن والدي يريد أن لا تتسرب هذه القضية أبداً. فطلب من أمي أن تسأل صديقتها إن كانت موافقة أن تأتي إلى منزلنا لوحدها وتتحدث معه من خلف ستار، فحصلت الموافقة وتم الإتفاق على يوم محدد. كلام كثير جداً وكبير سألخص لكم أهم ما جاء في نقاط، حيث أن إفادات المرأة أنقلها لكم كما جائت على لسانها:
– ” منذ أول نظرة لي لسلمى بعد ولادتها شعرت بأن ملامح روحها هي نفس ملامح روح ابنتي التي ماتت تماماً وأن عاطفتي تجاهها هي نفس عاطفتي تجاه سلمى 100%، لدي بنات وكل واحدة شعوري تجاهها مختلف ومميز عن الأخرى، ولكن شعوري تجاه سلمى هو نفسه شعوري تجاه ابنتي التي ماتت ! ، دائماً أرى في المنام سلمى تأتي لي باكية وتقول: ” أمي .. أمي ..! ” ، لم أرى في المنام ابنتي التي ماتت قط، فقط كنت أرى سلمى على أنها هي ابنتي، شعور الأمومة تجاهها موجود على أرض الواقع كما تعلمون، وأنني أعرف بأي مكروه يحصل لها وأخبركم به، خادمتنا عرفت بقصتي مع سلمى وقالت أنها تعرف عالم كبير في بلادها بإمكانه معرفة الحقيقة وأنها ستأتي لي بالحقيقة بعد سفرها لبلادها عند الإجازة فأعطيت خادمتي إجازة مبكرة من أجل هذا الأمر فسافرت وعادت لي وأخبرتني بأن روح ابنتي عندما خرجت من جسدها دخلت في جنين سلمى فعادت ابنتي للحياة مجدداً ولكن في جسم آخر وهو جسم سلمى، سألت رجل دين وقال لي بأن هذه أوهام
– وخرافات وصدف ، سألت طبيب نفسي وقال لي بأن فقداني لإبنتي ثم رؤيتي لمولودة جديدة بعد أشهر من وفاة ابنتي عرضني لمرض نفسي وهو التفكير في الماضي ومحاولة إيجاد أي شيء يعوض ما خسرناه” .
– وأما والدي فأهم ما قاله:
– ” وأنا في المنطقة الشرقية عرضت هذا الموضوع على بعض الناس فأخبرني بما يلي:
1- يوجد عالم اسمه ( عالم الذر ) تجتمع فيه أرواح جميع البشر قبل مجيئهم لعالم الدنيا، فالأرواح التي تتعارف فيما بينها في ذلك العالم، تجد نفسها في إنسجام تام عندما يحصل بينهم لقاء في عالم الدنيا ويشعر كل واحد بأنه يعرف الآخر ولكنه لا يتذكر كيف وأين يعرفه. فربما كنتِ تعرفين ابنتي في ذلك العالم.
2- يوجد تفسير علمي جديد لهذا الأمر، وهو أن عقل الإنسان يلتقط صورة شيء معين ويخزنها للرجوع إليها في المستقبل، وفي أحيان نادرة يتم تخزين الصورة في المخ ثم يرجع المخ إلى الصورة التي خزنها قبل ثواني وبشكل لا إرادي من قبل الإنسان مما يؤدي لشعوره بأن هذه الصورة قديمة ومألوفة لديه، وهي في الحقيقة تم تخزينها قبل ثوان فقط ” .
كمال غزال يقول : ربما يقصد الأب تفسير ظاهرة الديجافو .
وعندما طلبت منهم تفسير أنني رأيت غرفة النوم مألوفة عندي وليست غريبة، بكت المرأة وقالت:
لمتابعة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي