دعوة أم

أكتر حاجة أمي بتحبها في الدنيا هي إنها تقعد على باب الشارع مع واحدة جارتها ويفضلوا يراقبوا في اللي رايح واللي جاي ويتكلموا على ده وده ويشوفوا ده هيعمل ايه وده هياكل ايه ويشرب ايه كانت وكأنها هواية بيستمتعوا بيها وياما أبويا حاول ينهاها عن كدا بس ست متسلطة زي أمي مفيش قوة في الدنيا تقدر تمنعها عن اللي هي عاوزاه لدرجة إنها لما كانت بتتخانق مع أبويا كان الحال بيتقلب وكانت بتضربه ومرة من المرات كانت ست محدش كان عارف دي جت ازاي وبيقولوا انها معجونة بمية عفاريت وطبعا قعدتها قدام البيت عملتلنا مشاكل بصورة شبه يومية وبقا كل يوم خناقات مع الجيران ومشاكل وحاجة تخليك تكره العيشة باللي فيها
ولما وبعد عناء ومشاكل وصلت للسما أبويا كسر عتبة البيت عشان أمي
متقعدش في الشارع وتدخل تقعد في البيت جوة وقتها حسينا إننا خلاص حلينا المشكلة من جذورها بس واضح اننا كنا موهومين لأن أمي لما دخلت ملقتش غيري انا واخواتي الاتنين عشان تتخانق معانا على أتفه الأسباب وكأنها ست سليطة متعرفش تعيش غير بالمشاكل والخناق لحد ما جه اليوم الاسوأ في حياتي لما أخويا كان نازل الشغل وأمي اتخانقت معاه عشان مش عايز يسيب فلوس في البيت ولما رفض وسابها ومشي دعت عليه بأعلى صوت وقالت
إلهي عربية تاكلك يا بعيد
وكلها 4 ساعات وسمعت هرج ومرج في كل حتة وشوفت ورغم ان البلد كلها كانت معانا وواقفين بس محدش قدر يهون على قلبي مۏت أخويا بالشكل ده ووقعت في نوبة من الاكتئاب والتوهان مخرجتش منها غير لما أكتر من شيخ قرأ عليا الرقية عشان أقدر أرجع
انسانة طبيعية من تاني أما أمي فكانت تقريبا بدون قلب شافت ابنها ماټ بالطريقة دي وقالت ده ماټ عشان كنت ڠضبانة عليه واللي پغضب عليه بېموت بالطريقة دي
أبويا متحملش وهجرنا للأبد بس كان بيبعت اللي يكفيني انا وأختي كل شهر رأفة بحالنا لأنه عارف اننا عايشين مع فرعونة وبعد مۏت أخويا بشهر واحد بس دعت على أختي عشان سابت طبق مش مغسول وقال
الهي ېحرق دمك
وبعد اسبوع واحد صحيت على صړاخ وۏجع من أختي وكأنها بتتحرق في قلب الچحيم ولما جرينا على المستشفى اكتشفنا المصېبة أختي جالها سړطان في الډم وكان علاجها جلسات كيماوي واتحول البدر المنور مع الأيام لكائن من غير شعر هزيل تايه مع الف كلمة آآآآه كانت بتقولها كل ليلة ومع ذلك أمي مأشفقتش عليها وقالت انها تستاهل
اللي هي فيه وبدأت أفكر جديا أخد أختي وأمشي من البيت كله لأني مش مستنية دعوة زي دي
تجيب أجلي أنا كمان بس هروح فين وهاجي منين كل خالاتي وعماتي رفضوا يستضيفوني أنا واختي مخافة من أمي الست اللي سمعتها بقت أسوأ وأضل والكل بقا مش طايق حتى يبص في وشها
وبقت حياتي كلها عبارة عن كلمة آآه من أختي المړيضة وتسلط وتجبر من أمي لحد ما في ليلة صحيت على صوت شهقات غريبة أوي وكأن حد بيغرق أو مش عارف ياخد نفسه افتكرتها اختي في الأول بس لما قربت من أوضة أمي لقتها هي كانت عاملة زي اللي پتتخنق في نومها ومش عارفة تتنفس جريت عليها وصحتها لقتها فضلت تتنفض وتقول كلمتين وبس
أمي وابني
أمي وابني جايين ياخدوني
حاولت أهديها وافهم منها لقته بتقول إنها شافت نفسها واقف
بين مقپرة
لمتابعة القصة اضغط على الرقم 2 في السطر التالي